تناولوا هذه الأطعمة المفيدة جداً للهرمونات الذكرية والأنثوية ولموازنة جميع هرمونات الجسم

ضبط الهرمونات

يعاني الكثيرون من خلل ما في أحد الهرمونات النشطة والرئيسة داخل الجسم. ما قد يدفع بهم لمحاولة حل المشكلة بتعاطي بعض الأدوية ومع أن ذلك قد يمنح بعض التحسن إلا أنه مؤقت ولا يستمر على المدى الطويل بخلاف تغيير النظام الغذائي والتخلي عن بعض الأطعمة بهدف تعزيز عمل هذه الهرمونات وإصلاح الخلل الحاصل فيها وإدخال بعض الأطعمة لضبط الهرمونات وتعزيز عملها. وهو ما قد يمنح نتائج أفضل.

ما هو الهرمون؟

إن الهرمونات هي جزيئات تواصل تنتقل عبر الجسم من مكان لآخر. إذ يتم إفرازها من غدد معينة لتنتقل بعد ذلك إلى مجرى الدم وتتلقاها المستقبلات. وعلى سبيل المثال، عند قراءة هذه الجمل الآن فأنتم تتتبعون الكلمات عبر مستقبلاتكم وهي العينين. وفي الجسم، عندما يتم تلقي إشارة ما يتم إرسال إشارة أخرى بمثابة استجابة كمنظم الحرارة المنزلي. حالما تصل الحرارة إلى درجة معينة، يتوقف السخان. وكذلك في الجسم، حالما يصل ضغط الدم إلى معدل معين، يتوقف إفراز بعض الهرمونات كالهرمون المسؤول عن موازنة مستوى الصوديوم مع السوائل. وحالما يصل معدل سكر الدم إلى درجة معينة (80 ملغ/مليلتر) تتوقف بعض الهرمونات. لذا عند انعدام آلية الاستجابة المتعلقة بالهرمونات فإن هذه الهرمونات تأخذ بالارتفاع أكثر فأكثر وهذا يضرّ جداً بالجسم. وهذه هي مشكلة الهرمونات في الجسم.

أسباب اضطراب الهرمونات

قد تتأثر آلية استجابة الهرمونات لعدة أسباب منها:

تعطيل المستقبلات عبر ما يسمى مسببات اضطراب الغدد الصم كمبيدات الآفات والحشرات والأعشاب والفطريات التي تعطل المستقبلات وتعطل آلية إيقاف الهرمونات التي تأخذ بالارتفاع علماً أن جميع أنواع المبيدات التي تم ذكرها تحاكي تأثير الإستروجين في الجسم. لذا فإن مسببات اضطراب الغدد الصم هي مسببات اضطراب للإستروجين.

أحد الأسباب الأخرى لا يتعلق بتعطيل المستقبلات بالضرورة بل يتعلق بتوقفها عن العمل أو بدفعها لمقاومة الهرمونات فيما يُطلق عليه “مقاومة الهرمونات” وهذا يحدث مع عدد من الهرمونات كالإستروجين والكورتيزول. فعند ازدياد إفراز الإستروجين مثلاً بشكل مزمن تتوقف الخلايا عن استقباله ويفقد فعاليته. فعلى سبيل المثال عند الاكثار من تناول الكربوهيدرات على مدار سنوات طويلة فإن ذلك يسبب ارتفاعاً مستمراً في الإنسولين وحدوث مقاومة الإنسولين، وتوقّف المستقبلات عن العمل وإفراز المزيد من الإنسولين وتراجع إرسال الإشارات تدريجياً واضطراب سكر الدم وخروجه عن السيطرة والإصابة بالسكري فهذه إحدى المشكلات التي قد تطرأ على الهرمونات.

 والأمر نفسه ينطبق على مقاومة الكورتيزول التي تحدث بفعل التعرض للتوتر المزمن على مدار فترة من الزمن وعندها يفقد الكورتيزول فعاليته ومن المعلوم أن المفترض بالكورتيزول أن يكون مضاد التهاب، وهو ما يؤدي إلى حدوث الالتهاب والشعور بالألم.

بعض الحلول لضبط اضطراب بعض الهرمونات

ثمة ثلاثة هرمونات مهيمنة تنزع إلى إبطال فعالية غيرها وهي الإنسولين والكورتيزول الناتج عن التوتر وأخيراً، الإستروجين. وجميعها هرمونات مهيمنة ومثبطة للهرمونات الأخرى لذا سأتحدث عن كل من هذه الهرمونات وعما يمكن تناوله لتعزيز توازن هذه الهرمونات

1-هرمونات الغدة الدرقية

  تفرز الغدة الدرقية هرمون T4 يرمز رقم 4 إلى عدد الجزيئات الموجودة في هرمون الغدة الدرقية. ولتعزيز هذا الهرمون يجب الإكثار من تناول اليود الذي يمكن أن نحصل عليه من طحلب الكِلب وجميع الأطعمة البحرية. ولكن بالنسبة لتحوّل هرمون T4 إلى T3 الذي يُعد الصيغة النشطة لهرمونات الغدة الدرقية ثمة أحد المغذيات الذي يساعد على عملية التحول هذه. إذ لا يُعوّل على كمية هرمون T4 بل على كميته التي تخضع للتحول إلى الصيغة النشطة T3. وتحدث هذه العملية في الكبد بنسبة 80% وفي الكلى بنسبة 20% . لذا فإن نجاح عملية التحول يتطلب سلامة الكبد والكلى ولكن السيلينيوم هو المعدن الأساسي لحدوثها.

أما أفضل مصادر السيلينيوم فهو الجوز البرازيلي فتناول حبة واحدة من السيلينيوم يومياً يمنحنا كفايتنا منه. ويمكن الحصول على السيلينيوم من الطعام البحري وطحلب الكِلب. عند فرط هرمونات الغدة الدرقية كما هو الحال عند فرط نشاطها فإن إحدى طرق التغلب على ذلك تناول الخضار الكرنبية نظراً لاحتوائها على بعض المركبات التي تثبط اليود.

الجوز البرازيلي الغني بالسلينيوم

2-الكورتيزول

أما فيما يتعلق بالتوتر فعلاجه على شقين:

 أولاً: خفض التوتر

 ثانياً: يجب تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم والمغنيسيوم فهما المعدنان اللذان يساعدان على مواجهة ارتفاع الكورتيزول واسترخاء الجسم. ويمكن الحصول عليهما عبر الإكثار من السلطات والخضار الورقية. أما عند هبوط مستوى الكورتيزول فقد يساعد الملح البحري، وذلك لأن إنهاك الغدة الكظرية يؤدي لفقدان الصوديوم. لذا فإن عدم تناول الملح البحري بنسبة كافية قد يضعف الغدة الكظرية.

الخضار الورقية

3-هرمون النمو

 يعد هرمون النمو الهرمون المضاد للشيخوخة. وهو الهرمون الذي يساعد على الحفاظ على العضلات وغيرها من البروتينات. ولتحفيز هذا الهرمون يجب الحرص على الحد من مستوى التوتر والحرص على الاعتدال في تناول البروتين وذلك بعدم تناوله بنسبة مفرطة ولا بكمية أقل من اللازم. إذ يساعد أحد الأحماض الأمينية على تعزيز هرمون النمو وهو الأرجينين. والأرجينين حمض أميني موجود في الكثير من أنواع البروتين لذا يفضّل تناول البروتين الذي يحتوي على الأرجينين للحصول على جميع أنواع الأحماض الأمينية. ويعد البيض مفيد جداً كما تحوي المكسرات على الأرجينين وكذلك اللحوم والأطعمة البحرية جميعها تساعد على تعزيز هرمون النمو.

 إحدى الطرق الأخرى لتعزيز هرمون النمو ممارسة تدريبات هيت قصيرة المدة كالتدريبات المتواترة عالية الكثافة. كما يعزز النوم هرمون النمو ويعد النوم بمثابة تعافٍ ضروري بعد التمرّن.

تدريبات عالية الكثافة

4-التستوسيترون

 يتعزز هرمون التستوستيرون بالزنك ونحصل عليه من اللحم الأحمر والأطعمة البحرية وخصوصاً المحار. إذ يتمتع المحار بأعلى نسبة ممكنة من الزنك، ويجب تجنب الإستروجين لذا يجب الابتعاد عن منتجات الألبان وكل ما يحوي على الإستروجين كالصويا. كما يجب الابتعاد عن اتباع حمية قليلة الدهون لضرورة تزويد الجسم بالدهون الكافية فالتستوستيرون أحد الهرمونات الستيرويدية التي يتم إنتاجها من الكولسترول. والأمر نفسه ينطبق على الكورتيزول والإستروجين والبروجستيرون جميعها هرمونات تناسلية، ويعد الكولسترول اللبنة الأساسية لإنتاجها.

 أما بالنسبة لارتفاع الأندروجين عند النساء الذي يعد أحد صيغ التستروستيرون والإصابة بمتلازمة تكيّس المبايض PCOS التي تحدث بفعل فرط الأندروجين فكيف نحد من ارتفاعه؟

بالتخفيف من الهرمون المحفّز لآلية حدوث ذلك وهو الإنسولين وذلك باتباع حمية قليلة الكربوهيدرات، والصيام إذ تساعد هذه الإجراءات على التقليل من نتاج الأندروجين من المبيضين.

5-الإستروجين

 يعاني الكثيرون رجالاً ونساءً من هيمنة الإستروجين بسبب ما نتعرض له في الوسط المحيط من مخلّفات البلاستيك. إذ يستهلك الفرد العادي أسبوعياً كمية من البلاستيك تعادل حجم بطاقة ائتمان وجميعها عناصر إستروجينية. وتعد من مسببات اضطراب الغدد الصم ولا سيما البلاستيك الموجود في مياه الشرب لذا يُفضّل تركيب فلتر لمياه الشرب والابتعاد عن شرب مياه الصنبور.

أما فيما يتعلق بموازنة مستويات الإستروجين بأنواعه الثلاث فإن الحل الأفضل للتقليل من الإستروجين السيئ وتعزيز الجيد منها: الخضار الكرنبية كالكرنب الأجعد والبروكلي وكرنب بروكسل والملفوف والجرجير. وجميعها خيارات مذهلة بالإضافة إلى الفجل. كما يمكننا ضبط الإستروجين بتناول طحلب الكِلب لأن اليود يساعد على كبح فرط الإستروجين. كما يجب تجنّب منتجات الألبان بسبب احتوائها على بعض الهرمونات التي قد تزيد نسبة الإستروجين في الجسم. أما في حال هبوط الإستروجين، فيُنصح بالصويا المخمّرة العضوية لزيادته كحساء الميسو والتوفو وغيره.

كرنب بروكسل

6-البروجستيرون

 فيمكن تعزيزه بأحماض أوميغا 3 الدهنية كالسلمون وزيت كبد الحوت. بالإضافة إلى فيتامين D لأن فيتامين D أقرب إلى الهرمون من الفيتامينات. كما يمكن تعزيز فيتامين D بالتعرّض لأشعة الشمس. ويمكن الحصول على نسبة منه بتناول زيت كبد الحوت والأسماك الدهنية كالسلمون.

7-الإنسولين

ويعد أحد أكثر الهرمونات المدمّرة. ويمكن للتقليل من الكربوهيدرات أن يحد من فرط الإنسولين وكذلك الصيام المتقطع. وتجنب غلوتومات أحادي الصوديوم ولكن عند نقص الإنسولين كما الحال في النمط الأول من مرض السكري فإن تعزيزه بالإكثار من السكر ليس هو الحل. بل بدعم الغدة التي تنتج الإنسولين بتناول الأطعمة الصحية.

وثمة بعض الأطعمة التي قد تعزز الهرمونات وتساعد على موازنة مستوياتها ولكن دعم الغدد الصم ككل أفضل بكثير عبر أمرين:

اتباع حمية الكيتو الصحية والصيام المتقطع.

وختاماً قد يكون إدخال بعض التغيرات على نظامنا الغذائي المعتاد مفتاحاً للتخلص من الكثير من الأعراض المزمنة التي باتت تؤرَق مضاجعنا بسبب اضطرابات الهرمونات غير معروفة السبب.

تناولوا هذه الأطعمة المفيدة جداً للهرمونات الذكرية والأنثوية ولموازنة جميع هرمونات الجسم

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد