الدوخة والصداع والطنين بسبب فقرات الرقبة التي يهملها كثير من الناس

قد يحدث أن تشعروا فجأةً ببعض الأعراض غير معروفة السبب كالدوخة والصداع والطنين وفقدان التوازن وآلام الرقبة التي لا تستجيب للعلاج. وقد لا يستطيع معظم من يعانون من ذلك أن يصلوا إلى السبب الحقيقي وراء هذه الأعراض. في الحقيقة قد يكون السبب في معظمها فقرة الأطلس التي تشكل نقطة ارتكاز الرأس الأولى وبواسطتها نستطيع أن نحصل على حركة رقبة مريحة وسلسلة. فقد يحدث أن تختل وضعية هذه الفقرة أحياناً الأمر الذي يتسبب بأعراض مؤلمة يصعب معالجتها وتدبيرها. إليكم المقال التالي للتعرف على الدوخة والطنين والصداع الناتجة عن اضطراب فقرات الرقبة الأولى من العمود الفقري التي تحمل الرأس وبالتحديد فقرة الأطلس.

ما هي فقرة الأطلس

 إنها الفقرة العنقية الأولى ذات الشكل الحلقي، ومكانها تحت الجمجمة مباشر. وترتكز الجمجمة كلها على هذه الفقرة العنقية التي تعد مسؤولة عن 90% تقريباً من حركات الرقبة. إذ إن عدم القدرة على تحريك الرقبة لجهة اليمين أو اليسار بشكل جيد يدل غالباً على مشكلة في الأطلسية. إن ما يميز الأطلسية هو امتداد جذع الدماغ عبرها وعبر الفقرة العنقية الثانية التي تدعى بالمحور أي أن جزءاً من الدماغ يقع خارج الجمجمة وضمن الفقرة العنقية الأولى والثانية (الأطلسية والمحور).

يتحكم جذع الدماغ وينسق جميع وظائف الجسم الحيوية تقريبًا. وعندما يحدث تلف للأنسجة الضامة بسبب الحوادث والإصابات، يمكن أن يختل نظام الأطلسية والمحور ويثبتان في وضع غير طبيعي مرهق، ما يؤدي إلى الضغط والتوتر والتهيج وتعطيل تدفق الدم ودورة السائل النخاعي. 

يؤدي خلع فقرة الأطلس / وفقرة المحور التي تلي الأطلس أيضًا إلى تشوه وضعي في العمود الفقري. لذا فإن اختلال اصطفاف الأطلسية قد يعرّض الشخص للإصابة بأي من المشكلات المرتبطة بجذع الدماغ لأن ذلك يؤثر على التنفس أو ألم الفك أو الرقبة أو الظهر. كما قد يكون ألم أسفل الظهر بسبب مشكلة في الرقبة لأنهما مرتبطان معاً.

الآثار الجانبية لاختلال الفقرة الطلسية:

لا يحمل الأطلس الجمجمة فحسب، بل يسهل أيضًا عملية التوازن والتحكم في العمود الفقري والنظام الهيكلي.

يمكن أن يتسبب التواء الأطلسية في حدوث تغييرات سلبية كبيرة في العمود الفقري ككل. إذ يمكن تشبيه العمود الفقري بسلسلة.  فعندما يكون الرابط الأول ملتويًا، ينخفض ​​كل رابط إلى آخر التقلبات، وبالتالي يعطل بقية السلسلة.

يحاول عظم الظهر بالكامل تعويض هذا الخلل. ما يسبب تغيرات سلبية كبيرة في تموضع باقي الأعضاء، الأمر الذي يؤثر بدوره على الحوض والركبتين والمفاصل، ما يتسبب في العديد من الحالات الطبية المؤلمة، وكذلك آلام الرأس والرقبة والكتف.

علاوة على ذلك، فإن الرقبة هي ممر للأعصاب والأوردة والشرايين والسائل النخاعي والقناة الشوكية التي تنتقل من خلالها جميع الإشارات بين الدماغ والأعضاء المختلفة. لذلك لاشك بأن أي انحراف أو خلل في تموضع فقراته سيؤدي إلى الكثير من المشكلات في الجسم ككل.

ويمكننا تلخيص تلك الآثار والمشكلات الناتجة عن خلل أو انحراف الفقرات بالآتي:

1. آلام الرقبة، وتيبسها، وآلام في العضلات
2. الصداع الذي غالبا ما يصيب قاعدة الجمجمة وينتشر عادة إلى جانب واحد من الرأس.
3. الصداع النصفي الذي لا ينتج عنه ألم نابض فحسب، بل قد يسبب اضطرابات بصرية أو غثيان أو قيء. 
4. دوار، دوخة، ضعف، طنين في الأذنين (طنين الأذن) وبعض أنواع فقدان السمع. 
5. آلام الوجه أو الشلل (ألم العصب الثلاثي التوائم، شلل الأجراس)
6. أصوات صرير أو طقطقة في الرقبة أو في قاعدة الجمجمة عند تدوير الرأس أو الرقبة. 
7. عدم القدرة على الالتفاف أو إمالة الرأس بشكل كامل إلى جانب أو آخر (فقدان نطاق الحركة). كما يسبب اختلال اصطفاف الأطلسية تراجع القدرة على تحريك الرقبة أو الأكتاف.
8. ألم الكتف الذي يكون شائعًا بين لوحي الكتف ولكن يمكن أن يحدث بين منطقة العنق والكتف أيضًا.
9. ألم الفك الذي يكون عادة خلف الفك أو بالقرب من الأذن.
10. التشوهات الموضعية مثل

أ.  ميل الرأس

ب.  ميل الكتف 

ج.  ميل الحوض 

 د.  قصر الساق

 ه. كما يمكن أن تحدث التشوهات الموضعية في الرأس والكتف والقفص الصدري والحوض أيضًا. 

1. وجع في الصدر أو الضلع، وعدم الراحة، أو الألم من التشوه الموضعي.
2. تهيج جذر العصب عند نقاط التوتر الموجودة على طول العمود الفقري.
3. يمكن أن يتطور ألم الذراع وألم الكتف والساق (عرق النسا) من خلال توتر وتهيج جذر العصب.
4. ألم أسفل الظهر وتلف القرص الفقري أيضاً من الممكن أن يحدث بمرور الوقت بسبب التشوه الموضعي.
5. آلام الورك أو الركبة أو الكاحل وحدوث الخلل الوظيفي عادة في جانب الساق القصيرة. 
6. احتقان الدماغ بسبب الانسداد الميكانيكي لتدفق الدم، وخاصة التصريف الوريدي ودورة السائل النخاعي. كما تشير الأبحاث الحالية إلى تطور الاضطرابات العصبية التنكسية بمرور الوقت بسبب احتقان الدماغ على المدى الطويل.
7. ارتفاع ضغط الدم (ناتج عن أسباب عصبية)
8. يمكن أن يظهر اضطراب العصب المبهم على شكل اضطرابات في القلب والرئة والمعدة والجهاز الهضمي والوعاء.
9. صعوبة النوم والأرق وبعض الحالات يمكن أن يحدث اصطكاك الأسنان ليلاً (صرير الأسنان).
10. تتأثّر عملية التنفس بشكل سلبي الأمر الذي يسبب عدم القدرة على النوم بشكل جيد.
11. مشكلات هضمية
12. الإصابات المَصْعية
13. إصابات الدماغ الرضحية إذ يسبب التوليد بالملقط الإصابات الرضحية عندما يقوم الطبيب بسحب رأس الجنين بالملقط وهذا كاف ليؤدي لخلل اصطفاف الأطلسية.

السبب الرئيسي لاختلال الفقرة الأطلسية

إن وجود خلل في الفقرة الأطلسية يدل أيضاً على وجود مشكلة أخرى ترتبط بعصب يدعى بالعصب الحائر (المبهم). الذي ينشأ من جذع الدماغ. إذ يؤثر خلل اصطفاف الأطلسية على العصب الحائر الذي يتصل بالجهاز الهضمي. ويتميز العصب الحائر بأنه ثنائي الاتجاه أي أنه ينقل الإشارات من الدماغ إلى الجهاز الهضمي وبالعكس. لذا فإن أي مشكلة في الأمعاء يمكن أن تسبب شد الأطلسية أو حتى خلل اصطفافها. إذاً فالخضوع للتعديلات التقويمية سيشعركم بالتحسن لكن تناول الطعام الخطأ سيعيد المشكلة. إذ يعد العصب الحائر جزءاً من الجهاز العصبي الذاتي الذي يدعى بالجهاز العصبي اللاودي المسؤول عن الراحة والهضم.

الحلول المقترحة لمشكلة اضطراب الفقرة الأطلسية

قد يدفع وجود مشكلة مزمنة في الأطلسية بمن يعاني منها للخضوع لتعديلات تقويمية مراراً وتكراراً. لذلك إن لم تخضعوا لتعديلات تقويمية مسبقاً على يد معالج ماهر بتقويم العمود الفقري وتعانون مشكلة في رقبتكم أو مشكلة ترتبط بالأطلسية فإن الخضوع لتعديلات تقويمية صحيحة على يد معالج ماهر يُعد أمراً ضرورياً

ولكن حل مشكلة خلل اصطفاف الأطلسية المزمن قد يكمن في تصحيح النظام الغذائي الذي يتخلص من الانتفاخ والإمساك ويعزز كفاءة الأمعاء ويمنح المرونة عند تحريك الرقبة. إذن فالسبب الحقيقي كامن في الأمعاء.

الدوخة والصداع والطنين بسبب فقرات الرقبة التي يهملها كثير من الناس