الحل الجذري للشخير وانقطاع النفس أثناء النوم

تمثل مشكلات الشخير والجيوب الأنفية للبعض كابوسهم الأسوأ، وهي مشكلة مزعجة وبخاصة للشخص الذي نتشارك معه غرفة النوم. كما تُعد مشكلات الجيوب الأنفية سبباً للكثير من الألم وضيق التنفس. لذا يعرض هذا المقال سبب الجذري لمشكلات التنفس مثل انقطاع النفس النومي والشخير ومشكلات الجيوب.

في كتاب جيمس نيستر الذي حمل عنوان: Breath: The New Science of A Lost Art. أجرى فيه الكاتب بحثاً مثيراً للاهتمام شمل مختلف أنحاء العالم وشمل الشعوب الأصلية بهدف دراسة أسنان هذه الشعوب. نظراً لأن الكاتب نفسه كان طبيب أسنان وقد توصل إلى معطيات مذهلة.

أهم النتائج

عند المقارنة بين الشعوب القديمة وأنظمتها الغذائية الصحية وبين الشعوب المتحضرة اليوم نجد فرقاً شاسعاً في البنية السنية بين الاثنين. فعند دراسة الجماجم نجد أنها مازالت تحتفظ بأضراس العقل. أما اليوم فقد بات أغلب الناس يخلعون أضراس العقل. والسبب بنية الأسنان القويمة وعظام الوجه القوية التي كانوا يتمتعون بها في الماضي وعرض وجوههم وقوة بنية عظامهم.

 أما في وقتنا هذا نجد أن وجوهنا باتت أنحف ونجد أن الكثيرين يخضعون للجراحة لتصحيح انحراف الوتيرة. وأصبح تقويم الأسنان أمراً اعتيادياً -أليس هذا الازدياد الكبير في الحاجة لتقويم الأسنان غريباً جداً؟ لمَ كل هذا الاعوجاج في أسنانا؟ – فضلاً عن معاناة الكثيرين مع انقطاع النفس النومي والشخير.

مشكلات الشخير والجيوب الأنفية

 السبب وراء كثرة المشكلات التنفسية

فما هو الفرق بين الماضي والحاضر؟ يركز جيمس نيستر على موضوع قلة المضغ إذ نجد أن أغلب الأطعمة أصبحت لينة كأنواع الحساء الغواكامولي والحمّص بطحينة وصلصات التغميس وحتى شرائح اللحم فالأغلب يفضلونها طرية جدا.ً وبما أننا لا نتناول الكثير من الخضار فإننا لا نضطر كثيراً للمضغ وخصوصاً الأطفال. فقد أصبح الشيء الوحيد الذي يمضغونه هو العلكة وهذا ما يركز عليه جيمس نيستر وهو قلة المضغ.

كما يركز أحد الباحثين الذين اهتموا بمثل هذه الدراسات وهو ويستن برايس أكثر على نوع الغذاء. ولكننا نستطيع الجمع بين الأمرين ويمكن اعتبارهما (قلة المضغ، ونوع الغذاء) على أنهما الأسباب الجذرية لمشكلات التنفس والأسنان.

كيف تسبب قلة المضغ مشكلات التنفس والأسنان؟

عند التعمّق في دراسة الشعوب الأصلية نجد أن أكثر طعامهم كان من الأطعمة الطبيعية ومن الأطعمة عالية القيمة الغذائية. فالمعادن النادرة هي ما ينشط البروتين المسؤول عن بناء العظام والفيتامينات التي تنشط المعادن المسؤولة عن سلامة البنية العظمية. لذا فإن أي نقص غذائي يؤثر على نمو العظام بشكل تام وهذه حقيقة معروفة. إذ إن عدم المضغ على الإطلاق وتناول الأطعمة اللينة باستمرار يثبط تحفيز العضلات التي تضمن سلامة البنية العظمية كما الحال مع باقي أجزاء الجسم. فضمان قوة الظهر يستلزم تحفيز العضلات من خلال ممارسة بعض التمرينات التي تقوي العضلات لتقوية تلك العظام. وذلك نظراً لاتصال كل من العضلات بالعظام من خلال الأربطة.

وبالنظر إلى الوجه، نجد أن العضلات الرئيسية هي عضلات المضغ لذا فإن قلة المضغ تؤثر على تحفيز عضلات الوجه. وهكذا نستدل إلى أصل المشكلة ألا وهي صغر أفواهنا بالنسبة لحجم الأسنان بداخلها وعليه. فإن ضيق المساحة المطلوبة لنمو الأسنان يجعلها تنحرف جانباً أو تتقدم إلى الأمام أو ترجع إلى الخلف ولا يعود هناك مساحة كافية لنمو أضراس العقل ويترتب على صغر الفم صغر المجاري التنفسية أيضاً وهو ما يحدّ من قدرتنا على التنفس. أما الطريقة المعتمدة لحل هذه المشكلة فهي طريقة قاسية بعض الشيء! وذلك من خلال الخضوع لجراحة بهدف توسيع هذه المجاري التنفسية.

من الممكن الاستدلال على صحة هذه النظرية من خلال مراقبة حيوانات البراري فهل سبق أن رأينا حيواناً يعاني من اعوجاج الأسنان ويحتاج إلى تقويم؟ لا وذلك نظراً لكثرة المضغ التي تقوم به هذه الحيوانات ولأنها تتغذى على الأطعمة التي يُفترض بها أن تتغذى عليها.

نصائح للوقاية من مشكلات التنفس والأسنان ومعالجتها

يمكن العمل على الوقاية من المشكلات التنفسية واعوجاج الأسنان عند الأطفال. وذلك من خلال منعهم عن الأطعمة المكررة وتقديم الأطعمة التي تحتاج إلى مضغ أكثر بدلاً منها.

حتى الأشخاص البالغون بإمكانهم إحداث بعض التغييرات الجذرية في بنية الوجه التي من شأنها أن تساعد على التنفس بشكل أفضل وذلك من خلال:

1- التنفس عبر الأنف

محاولة التنفس عبر الأنف فذلك أفضل من التنفس عبر الفم. كما أنه يسمح بدخول كمية أكبر من الأكسجين إلى الجسم

2- تناول أطعمة تحتاج إلى مضغ أكثر

يُنصح بمحاولة مضغ الطعام لوقت أطول وينصح بتناول السلطة بكمية كبيرة بمقدار 7-10 أكواب. إذ يُعد المضغ ضرورياً جداً فمضغ 7-10 أكواب من السلطة مع منحها الوقت الكافي للمضغ يساهم في نمو عضلات الفك. ولا بأس بمضغ غيرها من الأطعمة أيضاً كشرائح اللحم التي لا تكون طرية جداً. فقضاء وقتٍ كافٍ في مضغ الطعام يعزز قوة العضلات ويعدّل بنية عضلات الفك والوجه كما أنه يعزز كمية الأكسجين التي تدخل إلى الجسم عبر فتح الفم.

تناول السلطة يمكن أن يساهم في تفادي مشكلات الشخير لأنه يعطي الفرصة للمضغ بشكل أكبر

3- فيتامين D وفيتامين k2 والكالسيوم

وفقاً لما كتبه ويستون برايس تتمتع الفيتامينات المنحلة في الدهون بدور أساسي مثل فيتامين D وفيتامين k2 فكلاهما يتحكمان بالكالسيوم. ولأن تشكّل الأسنان في الفك يتطلب وجود كمية كبيرة من الكالسيوم في المكان الصحيح فهذا يعني أنه يجب الابتعاد عن الحميات قليلة الدهون بل يجب تناول البيض وصفاره والجبن. والسمك الدهني واللحم الدهني والزبدة المستخرجة من الحيوانات المغذاة على الأعشاب.

4- اختيار نوع الغذاء الأفضل وتجنب بعض الأطعمة

كما أن أحد أهم الأمور هو الابتعاد عن الأطعمة المكررة والكربوهيدرات المكررة واستبدالها بالأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية كاللحوم الدهنية والخضراوات الورقية والكرفس والجزر وغيرها من الأطعمة ذات القيمة الغذائية العالية.

5- المعادن النادرة

إذ تُعد المعادن النادرة مسؤولة عن تحفيز بعض البروتينات في الجسم. ويعاني الكثيرون نقصاً في المعادن النادرة بسبب نقصها من الغذاء. وذلك لأن المزارع الكبيرة لا تدخل إلى التربة إلا ثلاثة فقط من هذه العناصر وهي النتروجين والفوسفور والبوتاسيوم ولكن ماذا عن بقية المعادن النادرة التي نحتاجها؟ يمكن الحصول عليها من خلال تناول المحاريات والأطعمة البحرية وطحلب الكِلب إذ تحوي كل هذه الأطعمة على المعادن النادرة ولا بد من إضافتها إلى قائمة الطعام.

قد لا يكون التطور مفيداً دائماً فقد يحمل بين طياته أضراراً لا يمكن اكتشافها على المدى القريب. إذ سبّب انتشار الأطعمة الخفيفة والمشروبات السهلة ووسائل الطهي السريعة التي تجعل من الطعام ليناً جداً أضراراً أثرت على بنية الجسم وشكله وبالأخص شكل الوجه والفك. الأمر الذي بات يتجلى في انتشار المشكلات التنفسية واعوجاجٍ الأسنان وحمل معه الكثير من الآلام والتدخلات العلاجية المؤلمة.

الحل الجذري للشخير وانقطاع النفس أثناء النوم

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد