ينافس زيت وردة المسك زيت جوز الهند فيما يتعلق بفوائده على البشرة. فقد عرفت وردة المسك الوردية كعلاج فعّال استخدمه القدماء المصريون، وشعوب المايا والسكان الأصليين لأمريكا. وقد تم تحويلها إلى شراب علاجي في بريطانيا أثناء الحرب لتعزيز مقاومة الأطفال للأمراض. ثم تم صنع هذا الشراب من محافظ البذور الفارغة. الذي ساعد بشكل كبير في علاج الإسهال وآلام المعدة وتقلصات الدورة الشهرية وعسر الهضم.
أما اليوم فإنها تحظى باهتمام واسع نظراً لفوائدها الجمة في الحفاظ على صحة البشرة ومقاومة مظاهر الشيخوخة المتخلفة.
ما هو زيت وردة المسك؟
يتكون زيت وردة المسك الأساسي من بتلات الورد. بينما يأتي زيت وردة المسك المعروف أيضًا باسم زيت بذور الوركين، من بذور الوركين. والوركين الوردية هي الفاكهة التي تظهر بعد أن يزهر النبات ويسقط بتلاته.
يتم حصاد زيت وردة المسك من بذور شجيرات الورد المزروعة في الغالب في تشيلي، وهو مليء بالفيتامينات ومضادات الأكسدة والأحماض الدهنية المعروفة بإزالة البقع الداكنة وترطيب البشرة الجافة والحكة وتقليل آثار الندبات والخطوط الدقيقة.
تتم عملية الاستخلاص باستخدام الضغط البارد العضوي، حيث يتم فصل الزيت عن الوركين والبذور.
أما عن فوائده في العناية بالجلد، فإن هذا الزيت يمنح العديد من الفوائد عند استخدامه خارجيًا. فهو يحمي الجلد ويزيد من تجدد الخلايا لاحتوائه على بيتا كاروتين (أحد أشكال فيتامين A) وفيتامينات C وE، وجميعها من مضادات الأكسدة التي تساعد في محاربة الجذور الحرة.
تعود الخصائص العلاجية لزيت وردة المسك إلى تركيبته الكيميائية. وقد لوحظ، غناه بالدهون الصحية، وبالتحديد حمض الأوليك والبالميت واللينوليك وجاما لينولينيك.
يحتوي زيت وردة المسك على أحماض دهنية غير مشبعة كفيتامين F، التي تتحول عند امتصاصها من خلال الجلد إلى البروستاجلاندين (PGE). ويعتبر PGEsعنصراً ممتازاً للعناية بالبشرة لأنه يشارك في تجديد الغشاء الخلوي والأنسجة.
كما أنه أحد أغنى المصادر النباتية بفيتامين C، وهذا سبب آخر يجعل زيت وردة المسك منتجًا رائعًا للخطوط الدقيقة والعناية بالبشرة بشكل عام.
مكافحة الشيخوخة
يتمتع زيت ثمرة وردة المسك بفوائد كبيرة لمكافحة الشيخوخة. وتأتي فوائد هذا الزيت للعناية بالجلد من مضادات الأكسدة عالية القدرة على اختراق الطبقات العميقة من الجلد، إذ يمكن أن يحسن مستويات الرطوبة ويقلل من علامات الشيخوخة الظاهرة.
يتباطأ إنتاج الكولاجين بشكل طبيعي مع تقدمنا في العمر، ولكن بفضل المستويات العالية من فيتامين C في وردة الوركين، يمكن أن يساعد هذا الزيت على تحفيز إنتاج الكولاجين في الجلد. إذ كشفت دراسة سريرية نُشرت في عام 2015 أن 60 يومًا من العلاج الموضعي بفيتامين C أثبت كفاءة عالية في تجديد الشباب. لدوره في تخليق الكولاجين بشكل كبيرعند جميع الفئات العمرية بدون آثار جانبية.
قد يمثل زيت وردة المسك حلاً مثالياً بالنسبة لأولئك الذين يسعون إلى تجنب المواد الكيميائية والبوتوكس بسبب خصائصه التي تجدد الجلد من فيتامينات C وA والليكوبين. الأمر الذي يجعل إضافته إلى روتين العناية بالبشرة حلاً عضويًا أكثر أمانًا لإصلاح سطح الجلد واستعادة مرونته.
الحماية من بقع الشيخوخة
يمكن لأشعة الشمس فوق البنفسجية أن تلحق الضرر بالجلد، ما يؤدي إلى ظهور بقع الشيخوخة وفرط تصبغ الوجه. إلا أن مضادات الأكسدة الموجودة في زيت وردة المسك وخاصة مزيج الفيتامينات C وE يمكن أن تساعد في مكافحة الجذور الحرة التي تسبب الضرر الناتج عن التعرض لأشعة الشمس.
تشير الأبحاث إلى أن مضادات الأكسدة هذه قد تساهم في التقليل من فرط إنتاج الصبغة في الجلد، وهو ما يؤدي إلى تفاوت لون البشرة وبقع تقدم العمر في المقام الأول كما أنه يساعد في الحصول على مضادات الأكسدة هذه داخليًا عن طريق تضمينها في نظامنا الغذائي.
يساعد هذا الزيت على ترطيب البشرة بعمق ويساعد في إزالة الاحمرار والتهيج. كما أن هذه الخصائص تجعل من زيت وردة المسك علاجًا ممكنًا للعد الوردي – حب الشباب الوردي:( Rosacea) مرض شائع مزمن، يكون أكثر شيوعاً عند النساء في المرحلة العمرية بين 20_40 سنة- عند استخدامه كزيت معصور على البارد أو بصيغة كريم أو منتج للعناية بالبشرة مكوّن من ثمرة وردة المسك.
يساعد في علاج علامات التمدد ويقلل من ندبات حب الشباب
يمكن للدهون المعصورة على البارد الموجودة في زيت وردة المسك أن تساعد في التخلص من الندبات وتقليل ظهور علامات التمدد عن طريق تعزيز عملية تجديد خلايا الجلد. وعند استخدامها موضعياً، تعمل الدهون كمطريات تساعد على تنعيم البشرة مع زيادة ترطيبها.
تشير الدراسات إلى دور هذا الزيت في التخفيف من حالات الأكزيما بفضل خصائصه المطرية، ما يعني أنه يمكن أن يوفر طبقة واقية على الجلد كما يزيل طبقات الجلد الميتة ويمكن أن يساعد أيضًا في منع جفاف فروة الرأس وتهدئة الحكة التي تحدث غالبًا بسبب المواد الكيميائية الموجودة في معظم أنواع الشامبو المتوفرة من المتاجر.
يقوي جهاز المناعة
تعتبر وردة المسك من أفضل المصادر النباتية لفيتامين C، الذي يساعد في علاج الالتهابات ويعزز وظيفة المناعة. وتشير قاعدة بيانات جامعة ماريلاند إلى أنه يمكن استخدام الوركين كمكملات فيتامين C.
تعتبر الوركين الطازجة وشاي الورك الوردي أو مكمل الورك الوردي جميعها خيارات رائعة للحفاظ على قوة جهاز المناعة.
إلى جانب كونه مضادًا للأكسدة، فإن فيتامين C مسؤول أيضاً عن إنتاج الكولاجين في الجسم. وهو عنصر هام في بنية العظام والعضلات وتشير التقارير إلى أن المغذيات الهامة تساعد أيضًا في الامتصاص السليم للحديد الذي ينتج خلايا الدم الحمراء.
يقلل من الالتهابات ويساعد في حالات التهاب المفاصل
يمكن لمن يعانون من التهاب المفاصل الاستفادة من استخدام وردة المسك داخلياً وخارجياً. إذ أفادت مؤسسة التهاب المفاصل أن مسحوق وردة المسك مصدر غني بفيتامين C. كما أنه يقلل من الالتهاب المرتبط بالتهاب المفاصل عن طريق تثبيط إنتاج الإنزيمات والبروتينات الالتهابية.
ماذا عن الاستخدام الموضعي لزيت ثمر الورد لعلاج التهاب المفاصل؟
في الواقع، لا توجد أبحاث حديثة حول ذلك، ولكن تقليدياً، ينصح بإضافة بتلات الورد إلى ماء الاستحمام. وخاصةً بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل أو الروماتيزم لتخفيف الأعراض.
كما أن إضافة القليل من زيت وردة المسك إلى ماء الاستحمام أو وضعه على مناطق الالتهاب يساعد في حل هذه المشكلة.
كيفية الاستخدام:
أما عن كيفية استخدام زيت وردة المسك في روتين العناية بالبشرة، فإليكم ما يلي:
أولاً: شراء منتج عضوي نقي من إنتاج شركة موثوقة. وتتوفر هذه المنتجات على شكل زيت نقي، وكريم، ومسحوق، وشاي، وكبسولات.
ثانياً: يجب علينا الأخذ بعين الاعتبار أن زيت وردة يتصف بالحساسية ويمكن أن يفسد بسهولة. لذلك يجب التعامل معه بعناية فائقة، يضاف زيت فيتامين E لتمديد مدة الصلاحية. ويمكن لتخزينه في الثلاجة أو في مكان بارد ومظلم أن يساعد على الحفاظ عليه.
على الرغم من أنها أغلى تكلفة. إلا أن زيوت وردة المسك المعصورة على البارد هي الأفضل لأنها لم تتغير بفعل الحرارة وبالتالي تحتفظ بمزيد من العناصر الغذائية.
ونظرًا لأن زيت وردة المسك يصنف على أنه زيت جاف، فإنه يمتص بسرعة خلال الجلد. ويمكن وضع الزيت مباشرة على الوجه باستخدام حركات تدليك لطيفة أو استخدامه في العديد من وصفات العناية بالبشرة.
فيما يلي بعض الطرق السهلة لإدخال هذا الزيت الجديد في روتين العناية بالبشرة:
- من الممكن صنع غسول وأمصال عضوية، مثل مصل العين بزيت وردة المسك للهالات السوداء والانتفاخ.
- يمكن وضع بضع قطرات من الزيت على كرة قطنية نظيفة. والتربيت على المناطق التي تحوي خطوطاً رفيعة أو تجاعيد أو بقع داكنة. ومن الجدير بالذكر أن هذا الزيت لا يحمي من حروق الشمس، لذا يتوجب وضع واقٍ شمسيٍّ عالي الجودة بعد ذلك.
- في حين أنه يمكن أن يمنع ويقلل من ندبات حب الشباب، ولكن يجب ألا يوضع مباشرة على حب الشباب النشط.
- إذا كانت البشرة معرضة لحب الشباب. فيجب أن نتأكد من اختبار المنطقة أولاً للتأكد من أن المنتج لن يسد المسام، لأن ذلك يسبب تهيج المنطقة.
- يمكن استخدام زيت بذور وردة المسك على الوجه والرقبة لأنه يمتص بسرعة دون ترك بقايا دهنية. بمقدار قطرتين إلى ثلاث قطرات.
المخاطر والآثار الجانبية
يعتبر زيت وردة المسك آمنًا للاستخدام الموضعي بشكل عام. ونستطيع إجراء اختبار على مساحة صغيرة قبل استخدامه على مساحات أكبر. للتأكد من أنه لن يسبب أي رد فعل سلبي في الجسم.
فإذا لوحظ وجود احمرارٍ أو تهيجٍ أو حكةٍ أو أي علامات تهيج أخرى، فيجب غسله والابتعاد عن استخدامه.
بالإضافة إلى أنه لا بد من استشارة مقدم الرعاية الصحية قبل استخدام زيت وردة المسك داخليًا. فبالرغم من ندرة تفاعلات الحساسية. فقد يُلاحظ بعض أعراض الحساسية مثل الطفح الجلدي وصعوبة التنفس وسرعة دقات القلب وضيق الصدر والصفير.
أما للاستخدام الداخلي، يجب أن نضع في الحسبان أنه يعزز فيتامين C إلى مستويات عالية، لذلك يجب على الأشخاص المصابين بفقر الدم وحصى الكلى ومرض السكري استشارة الطبيب قبل الاستخدام.
المصادر