الحرقة والألم الغامض في الفم واللسان

هل حدث أن عانيتم ألماً حارقاً على حافة اللسان أو في سقف الحلق، لا بدَّ أنه كان شعوراً سيئاً ومزعجاً وبخاصة بعد تناول الحساء الساخن أو بعض الأطعمة حادة التوابل، حسناً هل فكرتم يوماً بأن هذا الشعور قد يكون اضطراباً بمجموعة من الأعراض وأن بعض العوامل قد تزيد من خطورته؟ فما هي متلازمة الفم الحارق؟

ما هي متلازمة الفم الحارق؟

تتميز متلازمة الفم الحارق بإحساس حارق في اللسان أو في مواضع الفم الأخرى. عادة ما تظهر بدون أي أسباب سريرية أو مخبرية وغالبًا ما يصاب المرضى المتأثرون بشكاوى فموية متعددة. بما في ذلك الحرق والجفاف وتغيرات التذوق. إذ يتم الإبلاغ عن شكاوى حرق الفم في كثير من الأحيان عند النساء. خاصة بعد انقطاع الطمث.  ولا يكون الشعور بالألم فور الاستيقاظ ولكن يلاحظ زيادة الأعراض خلال النهار وحتى المساء. تشمل الحالات التي تم الإبلاغ عنها لمتلازمة الفم الحارق القلق المزمن أو الاكتئاب. ونقص التغذية. ومرض السكري من النمط الثاني (المعروف سابقًا باسم السكري غير المعتمد على الأنسولين) والتغيرات في وظيفة اللعاب.  ومع ذلك، لم يتم ربط هذه الحالات بشكل ثابت بالمتلازمة. وكان لعلاجها تأثير ضئيل على أعراض حرق الفم.  أشارت الدراسات الحديثة إلى وجود خلل وظيفي في العديد من الأعصاب القحفية المرتبطة بإحساس التذوق كسبب محتمل لمتلازمة حرقة وألم الفم.  قد تكون أدوية البنزوديازيبينات أو مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات أو مضادات الاختلاج بجرعات منخفضة فعّالة عند المرضى الذين يعانون من متلازمة الفم الحارق. كما تم استخدام الكابسيسين الموضعي في بعض الحالات.

الفم الحارق

أعراض متلازمة الفم الحارق

يشعر المصابون بألم وحرقة بأفواههم وكأنهم قد شربوا القهوة الساخنة للتو. أو تناولوا بعض الحساء الساخن. ويختلف هذا الشعور تبعاً لكل شخص. كما يمكن أن يكون ألم متلازمة الفم الحارق خفيفًا أو شديدًا. ويختلف من شخص لآخر. إذ يصف بعض الناس الشعور بالحرق بأنه مشابه للشعور الناتج عن تناول طعام ساخن جدًا. ويخبرنا بعض الأشخاص أنهم يشعرون بالحروق حتى في الحالات التي تكون فيها حرارة الطعام معتدلة. وقد تسبب متلازمة الفم الحارق وخزًا خفيفًا أو تنميلًا. بشكل عام، يمكن أن تشمل أعراض متلازمة الفم الحارق ما يلي: 

  • شعور بالحرق في اللسان و سقف الفم و اللثة و داخل الخدين و في مؤخرة الحلق. و يمكن تخفيفه بالأكل أو الشرب.
  • تنميل أو وخز في اللسان في بعض الأحيان.
  • صعوبة في البلع
  • جفاف الفم
  • إلتهاب الحلق 
  • تغيرات في المذاق. مثل طعم معدن سيئ في الفم

عادة ما تظهر متلازمة الفم الحارق بشكل مفاجئ ولكنها قد تتطور بشكل تدريجي بمرور الوقت. للأسف، لا يمكن معرفة السبب المحدد في أكثر الأحيان وقد يزداد الألم سوءاً على مدار اليوم.

أسباب ألم وحرقة الفم واللسان

تعد متلازمة الفم الحارق من المشكلات التي لم يعرف عنها الكثير. حتى أن بعض الأشخاص قد يكونون مصابين بها بدون أن يشعروا وما من أي اختبار قد يكشف عن وجود هذه المشكلة ولهذا فإن تشخيصها صعب جداً. ولا يعرف سببها إلا أن هناك بعض الدلائل التي قد تشير إلى أسباب هذه المشكلة ولكن في حال كان السبب أحد أنواع النقص الغذائي. الذي لا يتجلى بأعراض فإن تشخيص الإصابة بهذه المتلازمة سيكون من الصعوبة بمكان ولكن إليكم بعض ما عُرف حولها:

أولاً: لوحظ أن نسبة كبيرة من المصابين بها هنّ من النساء اللواتي تجاوزن سن انقطاع الطمث فماذا يميز هذا السن؟ انخفاض الإستروجين وانخفاض كبير في البروجستيرون، في هذا السن أيضاً تكون النساء   عرضة لنقص فيتامين B12. ومن المعلوم أن نقص فيتامين B12 قد يرتبط بالشعور بحرقة اللسان. كما تواجه النساء في هذا السن خطر نقص فيتامين B6. كما بينت نتائج معظم الدراسات المطلَع عليها في هذا المجال أن أكثر أنواع النقص الغذائي المرتبط بهذه المتلازمة هو نقص فيتامين B12. ونقص حمض الفوليك ونقص فيتامين B6 علماً أن فيتامين B6. يعد ضرورياً لتعزيز البروجستيرون لذا فإن انخفاض البروجستيرون واستنفاد مخزون فيتامين B6 هو ما يؤدي إلى نقصه.

فيتامين B12

ثانياً: تم التوصل إلى أن نقص الزنك قد يرتبط بحدوث هذه المتلازمة. والفريد في الأمر أن الغدة الكظرية أثناء فترة انقطاع الطمث تدعم المبيضين. وهو ما يؤدي إلى تحفيز أكبر للكورتيزول الذي يؤدي ارتفاعه إلى نقص الزنك.

ثالثاً: يتمثل أحد عوامل الخطر للإصابة بهذه المتلازمة في مرض السكري فارتفاع نسبة الغلوكوز في مجرى الدم لدى مرضى السكري قد يؤدي بسهولة لنقص الزنك.

رابعاً: أما آخر ما يرتبط بهذه المتلازمة فهو نقص الإستروجين الذي تعاني منه النساء في سن انقطاع الطمث.

خامساً: قد يلاحظ ارتباط متلازمة الفم الحارق أيضاً بارتفاع مستويات الهوموسيستين. الذي يمكن خفضه بتناول بعض فيتامينات B مثل فيتاميني B12,B6 بالإضافة إلى الزنك.

علاج حرقة وألم الفم واللسان

إذا كنتم تعانون من متلازمة الفم الحارق فإن رهانكم الأكبر يتمثل في تناول فيتامين B12 وحمض الفوليك وفيتامين B6 والزنك. بالإضافة إلى الحرص على كل ما من شأنه دعم صحة الغدة الكظرية وتحسين اضطرابات سكر الدم.

حمض الفوليك

على الرغم من أن متلازمة الفم الحارق غير شائعة إلا أن هناك عوامل خطر بالإضافة إلى العوامل المذكورة أعلاه قد تزيد من احتمالية الإصابة بها كالإصابة بمرض حديثاً، أو بعض الاضطرابات الصحية المزمنة، مثل آلام العضلات الليفية. وداء باركنسون. واضطرابات المناعة الذاتية. والاعتلال العصبيِّ، أو الخضوع سابقًا لإجراءات طب الأسنان، أو حساسية الطعام أو الأدوية بالإضافة إلى التوتر والإجهاد والقلق والاكتئاب. إذا كان لديكم أحد العوامل السابقة فإن ظهور أي عرض من أعراض حرقة الفم. كالوخز والحرقة والتنميل واضطراب التذوق قد يكون بدايةً للإصابة بألم وحرقة الفم واللسان. عليكم بدعم نظامكم الغذائي بمكملات الفيتامين B وبالأخص B6 و12B ومكملات الزنك بالإضافة إلى حمض الفوليك.

الحرقة والألم الغامض في الفم واللسان

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد