السبب الحقيقي وراء انخفاض السيروتونين الذي يسبب الاكتئاب والقلق

يسعى الكثيرون لمعرفة السبب الحقيقي وراء نقص السيروتونين والشعور بالاكتئاب أو القلق. إذ من المعروف أن للسيروتونين دوراً في الحالة المزاجية. ولكن عند محاولة التوسّع في هذا الموضوع في أي من الكتب الطبية نجد أن وظيفته الحقيقية ما تزال مجهولة. ولكنه حتماً يلعب دوراً في التقلبات المزاجية. لذا عندما تطرأ مشكلة ما على السيروتونين فإنه قد يؤثر على المزاج والسلوك وغيرهما.. كما يعمد الكثيرون لتناول أدوية SSRI التي ترمز إلى مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية. وهي الأدوية التي تعطل امتصاص السيروتونين لكي تسمح باستخدام المزيد منه في الجسم. ذلك أن هناك مستقبلات تمتص السيروتونين فور إفرازه. إلا أن هذه الأدوية تثبط نشاطه وتساهم بالتالي في توفر نسبة أكبر منه ولكنها لا تخلو من آثار جانبية. ومن باب إخلاء المسؤولية فإنه يجب استشارة الطبيب قبل الأخذ بما سيأتي وذلك لأنه يستند إلى رأي شخصي وبعض الدراسات. لذلك فمن الضروري التنبيه إلى بعض الآثار السلبية التي تترتب على أدوية SSRI.

السيروتونين

الآثار الجانبية المترتبة على أدوية SSRI

 من الممكن بعد تناول أدوية SSRI أن نلاحظ بعض هذه الآثار الجانبية الآتية:

قد تراود المريض بعض الأفكار الانتحارية ونوبات هوس وفرط الطاقة.

وهذا لا يعد أسوأ الآثار الجانبية مقارنةً بالبقية فقد تسبب أيضاً فرط السعادة- مع أن ذلك قد لا يعتبر مشكلة.

إلا أن أثرها الجانبي الرئيسي هو أن ما يقرب من النسبة الكلية للأشخاص الذين يتناولون مضادات الاكتئاب يعانون أحد أنماط اختلال الوظيفة الجنسية المترتب عليها. فيما يطلق عليه اختلال الوظيفة الجنسية الناتج عن تناول SSRI وهذا فظيع! لأنه قد يسبب تنميل الأعضاء التناسلية بنفس الحدة التي يسببها استخدام مضاد السكون أو غاز الأعصاب إذ تفقد الأعضاء التناسلية الإحساس.

كما تسبب هذه الأدوية انعدام الرغبة الجنسية والشعور بانعدام الحيوية والمشاعر.

وقد يفتقر البعض للشعور بالحب في حين قد يعاني آخرون من انعدام اللذة الجنسية سواءً عند الانتصاب أو الوصول للنشوة وجميع ما يتعلق بالعملية الجنسية. فضلاً عن ضعف الانتصاب والمشكلة أن ذلك قد يدوم لعقود.

حتى أن ثمة إحدى المشكلات المتعلقة بهذه الأدوية تدعى متلازمة الانقطاع: وهي تعبير ملطّف لأعراض انسحاب تلك الأدوية. إذ أن الإقلاع عن هذه الأدوية قد يزيد من حدة الأعراض التي قد تدوم عقوداً من الزمن.

ما هو سبب نقص السيروتونين؟

إن ما يفوق 95% من السيروتونين في الجسم لا ينتجه الجسم بل تنتجه البكتيريا الحميدة في الأمعاء. وهذا يجعلنا نعتمد على وجود البكتيريا الحميدة لإنتاج السيروتونين وغيره من الأمور كالجهاز المناعي. أما نسبة السيروتونين التي ينتجها الدماغ فهي ضئيلة جداً وتبلغ 0.000001% أي بنسبة واحد بالمليون من إجمالي السيروتونين لذا يمكن اعتبارها فعلياً نسبة معدومة. فالنسبة العظمى من السيروتونين تنتجها البكتيريا لا أجسامنا وفي حال طرأ أي خلل على البكتيريا فهذا يؤثر على السيروتونين بشكل كبير.

ما هي الغليفوسات؟

إنها أحد مبيدات الأعشاب وهي أحد أكثر مبيدات الأعشاب شيوعا.ً كما أنها تقضي على الأعشاب الضارة وقد انتشرت في جميع أنحاء العالم وباتت تُصنّع في جميع المصانع الكيميائية نظراً لانتهاء مدة الحماية التي تكفل براءة اختراعها. ففي عام 1960 تم اكتشاف أحد استخدامات هذه المادة الكيميائية وهي إزالة الترسبات. وهذا يعني اتحاد المادة الكيميائية بالفلز أو اتحاده مع المعدن كالمنغنيز أو الزنك. وفي عام 1969 تم اكتشاف فعاليتها في القضاء على النبات. وفي 1996، تم إنتاج مبيد أعشاب باسم “راوند أب ريدي” وهو مبيد أعشاب يقضي على الأعشاب الضارة. والآن عند البحث عن اسم هذه العلامة “راوند أب ريدي” يمكن العثور على الكثير من الآراء المتضاربة منها السلبي ومنها الإيجابي لذا فقد باتت سبباً لحيرة كبيرة. وهناك حملات ضخمة تروّج لها بأنها آمنة ويعللون ذلك بأنها لا تؤثر على البشر كما تؤثر على النبات والحيوان. لأنها تثبط أحد المسارات ويُطلق عليه “شيكيمات” الذي ينطوي على إنزيمات.

والإنزيمات هي بروتينات وعادةً ما يكون للإنزيمات أساس معدني أو فلزي. وفيما يتعلق بهذا المسار “شيكيمات” فإن الأساس هو المنغنيز إذ تعمل الغليفوسات عبر الاتحاد بالمنغنيز فتعطل عمل هذا الإنزيم في كل من البكتيريا والنبات. ولكن ثمة أمر مثير للاهتمام وهو أن هذا الإنزيم ينتج 3 أحماض أمينية رئيسية وهي: التيروسين وفينيل ألانين والتريبتوفان.

المبيدات الحشرية (الغليفوسات)

 فما هو التريبتوفان؟

في الحقيقة لقد اشتهر التريبتوفان كمكمل مساعد على النوم وتحسين المزاج ولبناء السيروتونين الذي يتكون أصلاً من التريبتوفان. إذ لا يمكن تكوين السيروتونين بدون التريبتوفان. لذا فإن تثبيط إنتاج التريبتوفان الذي يعد أحد الأحماض الأمينية الأساسية يعني أن الجسم لا يمكن أن ينتجه من تلقاء نفسه بل يجب أن نحصل عليه من مصدر آخر. وقد تناول أحد الأبحاث الغليفوسات وعلاقتها بخفض التريبتوفان الذي يترتب عليه خفض السيروتونين. وبالرغم من عدم وجود هذا المسار(شيكيمات) في أجسامنا فإن للميكروبيوم دوراً كبيراً في صحتنا وهي جزء لا يتجزأ من الجهاز المناعي والقدرة على إنتاج النواقل العصبية ويجب اعتبارها عضواً مستقلاً.

 في الماضي كان بوشل الذرة يزن حوالي 25.4 كجم أما الآن أصبح وزنه 24.49 كجم والفارق 1 كجم تقريباً فأين هو؟ بما أن النسبة العظمى من محصول الذرة معدّل وراثياً فهذا يعني أنه تعرّض للغليفوسات التي تؤدي إلى تعطّل عمل إنزيمه بسبب اتحاده بالمنغنيز ويترتب على فقدان المنغنيز انخفاض في الوزن بين الماضي والحاضر بفارق 1 كجم. لأنه يزن 1 كجم في كل بوشل ولهذا السبب يمكن التأكيد على أن الغليفوسات هي السبب في نقص السيروتونين على مستوى العالم.

استراتيجية مواجهة نقص السيروتونين

1- يجب تناول الأطعمة العضوية على الفور

 ولكن هل يعني ذلك أن جميع الأطعمة العضوية خالية من مخلفات الغليفوسات؟ لا ولكنها حتماً تحوي نسبة أقل من غيرها. فالأطعمة غير المعدلة وراثياً تحوي نسبة أقل من المخلفات ولكن عند مقارنتها بالعضوي فالأطعمة العضوية تحوي نسبة أقل من المخلفات. كما ينصح بشدة بانتقاء لحوم الحيوانات المغذاة على الأعشاب لأن بعض الحيوانات تتغذى على حبوب تم رشها بالغليفوسات. لذا فإن الاقتصار على لحوم الحيوانات المغذاة على الأعشاب بالكامل يحد من التعرض لمخلفات الغليفوسات وحتى فيما يتعلق بالبيض، ينصح بانتقاء بيض المراعي الحرة العضوي.

2- الابتعاد عن أكثر الأطعمة التي تتعرض للرش الشديد بالغليفوسات

كفول الصويا والذرة والقمح والسكر بنوعيه الشمندر السكري (الأكثر انتشاراً في الولايات المتحدة) وقصب السكر وبالطبع الابتعاد عن زيوت البذور كالكانولا وبذرة القطن التي تتعرض للرش الشديد بالإضافة إلى زيت الصويا

3- تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك

ولا يقصد تناوله كمكمل فقط بل في الطعام أيضاً كالأطعمة المخمرة ومخلل الملفوف والكيمتشي والخضار المخمرة والكيفر لأن توفر نسبة كافية من الكائنات الحية الدقيقة (الميكروبيوم) يسمح بمقاومة مخلفات الغليفوسات إلى حد ما. وفعلياً، فإننا جميعاً نحمل في أجسامنا بعض مخلفات الغليفوسات ولكن باختلاف كمية الجرعة التي نتعرض لها ومستويات التركيز. لذا يجب أن نحافظ على سلامة الميكروبيوم في أمعائنا وصحتها لمقاومة ما نتعرض له في بيئتنا المحيطة.

4- زيادة نسبة الخضار

 لأن الميكروبيوم تتغذى على الألياف كما أن تناول أنواع مختلفة من الخضار يساعد على تنوع الميكروبيوم وهذا مفيد جداً لصحتنا لذا لا يجب الاقتصار على نوع واحد من الخضار.

5- التعرض للشمس

 يجب التعرض للشمس ولكن ليس لدرجة التعرض لحروق بل التعرض بانتظام للشمس. فهذا لا يساعد فقط على تعزيز فيتامين D والتخفيف من الاكتئاب والقلق. إلا أن الأشعة تحت الحمراء في الشمس تساعد على تعزيز السيروتونين والميلاتونين إذ تكثر حالات الاكتئاب في الشتاء وذلك لأننا لا نتعرض لنفس القدر من الشمس كما في الصيف.

6- التمرّن

 يعزز التمرّن عملية تحول التريبتوفان إلى سيروتونين وهذا ممتاز

7- اتباع حمية الكيتو والصيام المتقطع

اتباع حمية الكيتو والصيام المتقطع فهما لا يضمنان فقط الامتناع عن منتجات الحبوب ورقائق الحبوب ولكن الكيتونات أصلاً تساعد الدماغ. وكذلك الصيام المتقطع ويعززان الوظيفة المعرفية والحالة المزاجية بشكل فوري

8- المداومة على خل التفاح

 وذلك بإضافة ملعقة كبيرة منه إلى بعض الماء لأن بكتيريا حمض الأسيتيك (الخليك) تتأثر إلى حد كبير بالغليفوسات وهذا يعني أن الغليفوسات تسبب نقص حمض الأسيتيك. ويُعد حمض الأسيتيك أحد أهم الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة التي تؤثر على درجة الحموضة في المعدة. وإن اختلال درجة الحموضة يؤدي إلى عدة مشكلات لذا ينبغي توفر نسبة كافية من حمض الأسيتيك في الجهاز الهضمي لضبط درجة الحموضة عند الحد الصحيح ويُعد خل التفاح أحد الأمور التي تساعد في ذلك.

معرفة السبب الرئيس وراء نقص السيرتونين قد يساعد العديد من الأشخاص على التعافي من أمراض المزاج المختلفة. إذ أن الكثيرين منهم قد يرفضون أو حتى يتركون تناول العلاج بسبب آثاره الجانبية المدمرة.

السبب الحقيقي وراء انخفاض السيروتونين الذي يسبب الاكتئاب والقلق

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد