يتمتع الشاي الأحمر بعدة فوائد صحيّة هائلة فهو يساعد على استقرار سكر الدم ويساعد على التخفيف من الكولسترول. ولا يقصد هنا أن الكولسترول ضارّ بالصحة إلا أن الشاي الأحمر يعمل على تنظيمه. إضافةً إلى أنه ينطوي على خصائص مضادة للفيروسات والبكتيريا. كما أنه يقلل من حدوث التجاويف السنيّة (التسوس) ويحدّ من خطر الإصابة بهشاشة العظام. وتشير أبحاث كثيرة إلى قدرته في الحدّ من خطر الإصابة بمتلازمة الأيض التي تسبب اضطراب ضغط الدم ونسبة الكولسترول، وتراكم دهون البطن وغير ذلك الناتج عن ارتفاع الإنسولين. إلا أن ثمة ثلاثة أمور هامة يجب معرفتها لمن يشربون الشاي بكثرة. إذ أنه من الأكثر المشروبات استهلاكاً في الأغلبية العظمى من دول العالم لذا على من يشربون الشاي أن يتعرفوا إلى هذه الأمور الثلاثة.
بعض فوائد الشاي الأحمر
قد يساعد الشاي الأحمر على ضبط نسبة الإنسولين وكذلك سكر الدم كما أنه يحدّ من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية. ولكن من البديهي أن من غير الممكن تحصيل أيٍّ من هذه الفوائد باتباع نظام فقير بالعناصر الغذائية. وبالتالي فإن شرب هذا الشاي يمنح فوائد إضافية فقط باتباع نظام غذائي صحي. وتتجلى كبرى فوائده في خصائصه المضادة للسرطان. إذ يعد الشاي الأحمر أساساً عبارةً عن شاي أخضر مخمّر ولكن ليس مخمّراً تماماً وإنما مؤكسداً، ويمنحنا بذلك مركباً يُدعى ثيافلافين وتكون نسبة هذا المركّب أعلى في الشاي الأحمر منه في الشاي الأخضر. ويعد هذا المركّب هو نفسه الصباغ الأحمر الذي في الشاي.
فما الذي يمّيز هذا الصباغ (المغذي النباتي) إذن؟
أحد الأحماض الدهنية الذي يدعى أسينثيز (FAS) يعد أنزيماً يساهم في إنتاج الشحوم في الجسم وتشكل الخلايا السرطانية. ويحتاج إلى أغشية شحمية. ويكون هذا الإنزيم مضخَماً عند حدوث السرطان أي أن الخلايا السرطانية تتطلب الكثير منه. والقدرة على تثبيط هذا الإنزيم تعني القدرة على تثبيط السرطانات. وقد أظهرت بعض الدراسات بأن مركّب EGCG الموجود في الشاي الأخضر يتمتع بالقدرة على تثبيط هذا الإنزيم بنسبة 76%. إلا أن مركّب الثيافلافين في الشاي الأحمر يعمل على تثبيط هذا الإنزيم بنسبة 87% والخلاصة أن كلا الشاي الأحمر والأخضر يتمتعان بخصائص فعّالة ضد السرطان إلا أن الشاي الأحمر يعد أكثر فعالية في تثبيط إنزيم FAS.
بعض الأمور الهامة التي يجب مراعاتها قبل شرب الشاي
1- التانين
تحوي بعض أنواع الشاي نسبةً عالية من التانين (العفص) وخصوصاً الشاي الأحمر كشاي الفطور الإنجليزي. الذي يحوي نسبة عالية جداً من التانين في حين يحوي الشاي الأخضر نسبة ضئيلة جداً من التانين. إن التعرض للتانين يؤدي إلى أمور عدة:
يرتبط التانين:
- بالحديد أو يتمخلب معه ومع الزنك والكالسيوم. لذا فإن الإكثار من شرب الشاي الأحمر يؤدي إلى اتحاد كل من الحديد والزنك والكالسيوم وقد يسبب الإصابة بأعراض نقص كل من هذه المعادن.
- كما يثبط التانين امتصاص الثيامين أيضاً (فيتامين B1) الذي يعتبر أحد أكثر الفيتامينات أهمية. إذ يؤدي نقص فيتامين B1 إلى الشعور بالقلق والتوتر العصبي والكوابيس الليلية أو متلازمة تململ الساقين. كما ينطوي نقص فيتامين B1 على الكثير من المشكلات في الجهاز العصبي وبالحديث عنه، يجب معرفة العوامل التي تستنزفه في الجسم.
ما هي العوامل التي تستنزف فيتامين B1 من الجسم؟
- الكافيين الذي يوجد في الشاي والقهوة وتحوي القهوة أيضاً على التانين.
- السكر والحبوب المكررة والكبريتات والكحول والميتفورمين. فقد يسبب الميتفورمين الحماض اللاكتيكي الذي يعد خطيراً. ولهذا يجب تناول فيتامين B1 بالتزامن مع تعاطي الميتفورمين وكذلك تناول فيتامين B12 لأن الميتفورمين يستنزف كلا هذين الفيتامينين.
- تناول السمك النيء كما في السوشي يستنزف فيتامين B1 والمضادات الحيوية ومضادات الحموضة ومدرّات البول وحبوب منع الحمل ومثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية SSRI كالأدوية المضادة للقلق أو الاكتئاب وأدوية الاختلاج ولقاح فيروس الورم الحليمي البشري والكلور الموجود في مياه الصنبور.
- وأخيراً مضغ التنباك إذ أنه يستنزف فيتامين B1 أيضاً.
2-المعادن الثقيلة والمبيدات الحشرية
تحوي بعض أنواع الشاي نسبة عالية من المعادن الثقيلة كالألومنيوم والرصاص والزرنيخ. ويمكن أن نكشف عن وجودها عبر معرفة مصدر الشاي كالشاي الذي يتم تصديره من الصين. إذ تظهر إحدى الدراسات الهامة بأن أغلب الشاي الذي يصدر من الصين لا يحوي نسبة عالية من المعادن الثقيلة فقط بل ونسبة عالية من مبيدات الآفات أيضاً. حتى أن إحدى الدراسات أظهرت 29 نوعاً مختلفاً من مبيدات الآفات المستخدمة أغلبها غير مصرّح بها قانوناً. ولهذا يجب الانتباه إلى مصدر الشاي عند شرائه.
في حين تصدر اليابان أنواعاً أكثر جودة من الشاي. ويعد أحد السموم الشائعة في الشاي الفلوريد فالتربة التي يزرع بها الشاي تعكس محتوياته. وزراعة الشاي تتم في ترب حامضية، يسمح الوسط الحامضي بامتصاص النبات للكثير من العناصر التي لا تنحصر فقط في المعادن المفيدة التي نحتاج إليها بل تشمل أيضاً معادن سمّية. ومن هنا تكمن أهمية مصدر الشاي إذ لا يحبذ شراء الأنواع زهيدة الثمن بل يجب انتقاء الشاي ذو المصدر الصحي.
3- المواد التي تصنع منها أكياس الشاي
أكياس الشاي التي كثيراً ما يتم تبييض بعضها بالكلور. ويطلق عليه “إيبيكلوروهيدرين” وهي مادة كيميائية مسرطنة.
بعض النصائح
وهنا لا يطلب التوقف عن شرب الشاي بل يجب الحرص على مراعاة أربعة أمور:
- الحرص على انتقاء الشاي العضوي لمن يكثرون من الشاي.
- يجب الحرص على تناول B1 بالتزامن مع ذلك
- تناول المعادن لأن كثرة الشاي تستنزف B1 والمعادن.
- وأخيراً، يجب شراء الشاي منزوع الأوراق غير المعبأ في أكياس وعند شراء المعبأ في أكياس يجب الحرص على اختيار المعبأ في أكياس غير مبيضة. إذ يجب البحث عن أصل الشاي لمعرفة مصدره فالمصدر عامل هام للغاية.
يجب البحث في أصل الأطعمة التي نتناولها لضمان الاستفادة القصوى منها. فمع انتشار الأسمدة الكيماوية وأساليب الزراعة المختلفة أصبح ذلك يؤثر على المكونات الغذائية الرئيسية التي يمكن للإنسان أن يستفيد منها!
لا تشرب الشاي حتى تسمع ثلاث معلومات ربما لم تسمعها من قبل